أصبحت مجالات الأمن السيبراني شائعة هذه الفترة، حيث أصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات التي تتبناها الشركات والمؤسسات بهدف حماية أنظمتها وبياناتها من الهجمات الإلكترونية والتي شهدت تزايدًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، ولا يقتصر تطبيق الأمن السيبراني على المؤسسات فقط بل يستخدمه الأفراد أيضًا لحماية معلوماتهم الشخصية من التهديدات الرقمية، وتختلف أنواع الأمن السيبراني حسب طبيعة النشاط والغرض من استخدام هذه المنظومة، وهو ما سنتناوله بشيء من التفصيل في السطور القادمة.
ما المقصود بالهجمات السيبرانية
من خلال مقالنا عن مجالات الأمن السيبراني نجد أن تعريف الأمن السيبراني عبارة عن عملية حماية أجهزة الحاسوب والشبكات وتطبيقات البرامج والأنظمة الحيوية والمعلومات من التهديدات الرقمية المحتملة، وتتحمل المؤسسات مسؤولية تأمين بياناتها بهدف الحفاظ على ثقة عملائها وضمان الامتثال للمعايير واللوائح التنظيمية.
ولهذا الغرض تلجأ إلى تطبيق أدوات وإجراءات الأمن السيبراني لحماية بياناتها الحساسة من الوصول غير المصرح به، إضافةً إلى الحد من توقف العمليات التجارية نتيجة للأنشطة الشبكية المشبوهة وتعتمد المؤسسات في تنفيذ الأمن السيبراني على دمج الجهود بين العنصر البشري والإجراءات والتكنولوجيا.
توظف الشركات من مختلف الصناعات، مثل الطاقة والنقل والتجزئة والتصنيع، تقنيات الاتصال الرقمي عالية السرعة لتقديم خدمات فعالة للعملاء وتحقيق كفاءة في العمليات التشغيلية، وكما تحرص تلك المؤسسات على حماية ممتلكاتها المادية، يتوجب عليها كذلك تأمين أصولها الرقمية وأنظمتها ضد أي اختراق غير متعمّد أو غير مشروع.
يطلق على الاختراق المتعمد لأنظمة الكمبيوتر أو الشبكات بهدف الوصول غير المصرّح إليه مصطلح (الهجوم السيبراني)، وقد يسفر هذا النوع من الهجمات عن تسريب أو سرقة أو حذف أو تعديل بيانات حساسة، ولهذا تهدف إجراءات الأمن السيبراني إلى التصدي لمثل هذه الهجمات.
فوائد الأمن السيبراني
هناك العديد من الفوائد المتعلقة بمجالات الأمن السيبراني ومنها الآتي:
- الحد من الانتهاكات وتقليل آثارها: تساعد استراتيجيات الأمن السيبراني المؤسسات على التخفيف من التأثيرات السلبية للهجمات السيبرانية والتي قد تنعكس سلبًا على سمعة الشركة ووضعها المالي و استمرارية أعمالها وثقة عملائها، على سبيل المثال تطبق بعض الشركات خططًا للتعافي من الكوارث بهدف احتواء الحوادث وتقليص فترة توقف العمليات.
- الامتثال التنظيمي: يتوجب على الشركات في قطاعات ومناطق جغرافية معينة الالتزام بالقوانين التنظيمية المصممة لحماية البيانات الحساسة من التهديدات السيبرانية، على سبيل المثال يطلب من الشركات العاملة ضمن الاتحاد الأوروبي الالتزام باللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) والتي تفرض اتخاذ تدابير أمنية رقمية فعالة لضمان خصوصية البيانات.
- مواجهة التهديدات المتطورة: مع تطور التكنولوجيا تظهر باستمرار أنواع جديدة من الهجمات الإلكترونية، حيث يلجأ القراصنة إلى استخدام أدوات وتقنيات حديثة لاختراق الأنظمة دون إذن، ولذلك تقوم المؤسسات بتحديث آليات الدفاع السيبراني لديها بشكل دوري، للتكيف مع هذه التغيرات ومجابهة التهديدات الجديدة بكفاءة أكبر.
يمكنك الاطلاع على أفضل طرق تصميم حقائب تدريبية بفعالية
ما هي مجالات الامن السيبراني
في سياق حديثنا عن مجالات الأمن السيبراني ومع التسارع الكبير في التطورات التكنولوجية التي نشهدها اليوم أصبحت مسألة الأمن السيبراني أكثر أهمية من أي وقت مضى، فقد تزايدت الهجمات الإلكترونية التي يشنها القراصنة بهدف السيطرة على البيانات وسرقتها مما يستدعي تطبيق منظومة متكاملة من التقنيات والإجراءات والممارسات لحماية الأجهزة والشبكات والبيانات الرقمية من هذه التهديدات، هذه المنظومة تعرف باسم الأمن السيبراني والتي سنستعرض مجالاتها المختلفة فيما يلي:
أمن الشبكات وأنواعه
يعتبر أمن الشبكات من الركائز الأساسية في مجالات الأمن السيبراني نظرًا لأن معظم الهجمات تستهدف الشبكات، ويتضمن هذا النوع استخدام تقنيات برمجية ومعدات متخصصة لحماية البيانات ومنع التسلل غير المصرح به، يقوم أمن الشبكات بدور الحاجز بين شبكة المؤسسة والأنشطة الضارة، ما يمكن من استمرار العمل بكفاءة وتقديم الخدمات المطلوبة دون انقطاع وحماية سمعة المؤسسة، وتشمل أنواع أمن الشبكات برامج مكافحة الفيروسات والبرمجيات الخبيثة وجدران الحماية وحماية البريد الإلكتروني وأمن التطبيقات وأنظمة منع فقدان البيانات.
أمن المعلومات وأنواعه
يعد أمن المعلومات من أهم فروع مجالات الأمن السيبراني، ويعنى بحماية البيانات الحيوية من التعديل أو التلف أو الحذف، يهدف إلى ضمان أن المستخدمين أو الأنظمة المصرح لهم فقط يمكنهم الوصول إلى معلومات محددة، وأنواعه الرئيسية تشمل الآتي:
- الأمن السحابي: لحماية التطبيقات والبنية التحتية في بيئات الحوسبة السحابية.
- التشفير: لتأمين البيانات من خلال تحويلها إلى رموز لا تفهم إلا من قبل المستخدمين المعتمدين.
- إدارة الثغرات: لتحديد نقاط الضعف ومعالجتها.
- الاستجابة للحوادث: لوضع خطط للتعامل مع الهجمات فور وقوعها.
أمن المستخدم النهائي
يعتبر المستخدم العنصر الأول في خط الدفاع ضد الهجمات السيبرانية، ويمكنه من خلال المعرفة والتدريب تفادي العديد من التهديدات، يتضمن هذا المجال تأمين الأجهزة الشخصية مثل الحواسيب والهواتف الذكية باستخدام برامج مضادة للفيروسات وأنظمة كشف التسلل والتشفير وتحديث البرمجيات بشكل منتظم، كما يشمل تدريب المستخدمين على إنشاء كلمات مرور قوية والتعامل الآمن مع البيانات، والتوعية بالاحتيال الإلكتروني والهندسة الاجتماعية.
أمن البنية التحتية
يعنى هذا النوع بحماية البنية التحتية الحساسة التي تعتمد عليها المؤسسات مثل مراكز البيانات والخوادم وأنظمة الاتصال، يهدف إلى تقليل احتمالية استهداف تلك الأنظمة من خلال التهديدات التخريبية أو الإرهابية، وينبغي على المؤسسات التي تعتمد على هذه البنية الحيوية أن تكون على دراية تامة بمتطلبات الحماية، لتفادي استغلالها من قِبل المهاجمين.
أمن السحابة
مع التوسع الكبير في استخدام الحوسبة السحابية أصبح من الضروري تأمين بيئة السحابة ضد التهديدات وتشمل هذه الحماية تطبيق سياسات وضوابط أمنية تحمي بيانات المؤسسة في مختلف مراحل استخدامها، وعلى الرغم من توفير مقدمي خدمات السحابة لخيارات أمنية إلا أن استخدام حلول أمنية إضافية من طرف ثالث يعد أمرًا حاسمًا لضمان الحماية الكاملة.
أمن الهواتف المحمولة
تواجه الأجهزة المحمولة تهديدات من تطبيقات خبيثة وبرمجيات ضارة وقد تؤدي إلى فقدان أو سرقة البيانات الحساسة، لذلك يهدف أمن الهواتف المحمولة إلى تأمين هذه الأجهزة من خلال تشفير البيانات وحماية الوصول واستخدام برامج مضادة للفيروسات والتحديث المستمر للأنظمة.
أمن إنترنت الأشياء (IoT)
تعتمد العديد من الأجهزة المتصلة بالإنترنت على برمجيات قديمة أو غير محدثة، ما يجعلها عرضة للهجمات، لذلك يركز أمن إنترنت الأشياء على مراقبة هذه الأجهزة وتصنيفها وتحديد صلاحياتها تلقائيًا للحد من الأنشطة المشبوهة ضمن الشبكة.
أمن التطبيقات
يعنى هذا المجال بحماية تطبيقات الويب التي غالبًا ما تكون مستهدفة من القراصنة، وتشمل وسائل الحماية الترميز الآمن والتحديثات الدورية وتطبيق جدران حماية للتطبيقات، ومنع تفاعل البرمجيات الضارة معها.
الأمن التشغيلي (الإجرائي)
في إطار متصل حول مجالات الأمن السيبراني نجد أن هذا المجال يركز على تحليل الأنظمة التشغيلية من وجهة نظر المهاجم لتحديد الثغرات ومعالجتها ويمر بعدة مراحل مثل تعريف البيانات وتحديد المخاطر وتقييم الثغرات ووضع استراتيجيات للحد منها، ومن الممارسات المرتبطة به ضبط صلاحيات الوصول وتقنين الصلاحيات الوظيفية والتشغيل الآلي للعمليات وتنفيذ ضوابط مزدوجة.
تخطيط استمرارية الأعمال
ويعرف أيضًا باسم (خطة استعادة القدرة بعد الكوارث) ويهدف إلى ضمان استمرارية عمل المؤسسة بشكل فعال وسريع في حال وقوع هجمات أو أعطال كارثية، تشمل الخطط تحديد التطبيقات الحيوية وتقييم المخاطر وإعداد سيناريوهات استجابة واختبار هذه الخطط بانتظام للتأكد من فعاليتها، وأهداف هذا المجال تشمل حماية البيانات خلال الكارثة وتسريع اتخاذ القرار وتقليل الضرر وتحديد آلية فعّالة للتعافي.
ما هي أفضل استراتجيات الامن السبراني لحماية المعلومات
من خلال موضوعنا اليوم عن مجالات الأمن السيبراني تعد التقنيات الحديثة في مجالات الأمن السيبراني من الأدوات الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسات لحماية بياناتها وتأمين أنظمتها من التهديدات الرقمية، ومن أهم هذه التقنيات ما يلي:
- مبدأ انعدام الثقة (Zero Trust): يرتكز هذا المبدأ على عدم منح الثقة تلقائيًا لأي مستخدم أو تطبيقه حتى وإن كان داخل بيئة المؤسسة، وبدلاً من الثقة المسبقة يعتمد النموذج على مبدأ (أقل الامتيازات)، ما يستدعي عمليات مصادقة دقيقة ومستمرة قبل السماح بالوصول لأي مورد على سبيل المثال تستخدم خدمات مثل AWS هذا النموذج من خلال مصادقة كل طلب يتم توجيهه إلى واجهات برمجة التطبيقات (APIs) والتحقق منه بدقة.
- تحليلات السلوك: تعتمد هذه التقنية على مراقبة حركة البيانات عبر الشبكات والأجهزة لاكتشاف أنماط السلوك غير الطبيعية أو الأنشطة المشبوهة، فمثلًا إذا حدثت زيادة مفاجئة في حجم البيانات المنقولة أو تم رصد تنزيل ملفات غير معتادة على جهاز معين يتم إشعار فريق الأمن فورًا للتحقيق والتصرف.
- أنظمة كشف التسلل (IDS): تستعمل هذه الأنظمة لرصد الهجمات السيبرانية بسرعة والتعامل معها قبل أن تتسبب في أضرار واسعة وتستفيد أنظمة الكشف الحديثة من تقنيات تعلّم الآلة وتحليل البيانات لتحديد التهديدات الخفية داخل بنية المؤسسة التقنية كما تساعد هذه الأنظمة في تتبع مسار البيانات خلال الحوادث، ما يمكن فرق الأمن من تحديد مصدر الاختراق ومعالجته.
- التشفير السحابي: يهدف التشفير السحابي إلى حماية البيانات قبل تخزينها في بيئة الحوسبة السحابية وذلك عبر تحويلها إلى صيغة مشفرة لا يمكن قراءتها من قبل غير المخولين، هذا يمنع أي جهة غير مصرح لها من الوصول إلى المعلومات في حال حدوث خرق أمني وتستخدم المؤسسات أدوات مثل (AWS KMS) (خدمة إدارة مفاتيح التشفير من AWS) لإدارة مفاتيح التشفير وتأمين البيانات ضمن أعباء العمل السحابية.
وفي الختام حول مجالات الأمن السيبراني تستطيع جميع المؤسسات باختلاف مجالاتها اعتماد استراتيجيات متنوعة للأمن السيبراني بما يتناسب مع طبيعة أعمالها بهدف حماية أصولها وبياناتها والحفاظ على سمعتها كما يسهم ذلك في زيادة ثقة العملاء واستمرارية الأعمال، ليصبح الأمن السيبراني استثمارًا استراتيجيًا جديرًا بالاهتمام والإنفاق.
اترك تعليقاً